من غرائب ملفات الاجرام : “بعدما هتك عرض قاصر لعب بعقلها و صار يحرضها على السرقة ” الحلقة 9

doukkala24
قضايا و حوادث
8 مايو 2021آخر تحديث : منذ 3 سنوات
من غرائب ملفات الاجرام : “بعدما هتك عرض قاصر لعب بعقلها و صار يحرضها على السرقة ” الحلقة 9

دكالة 24: عدنان حاد

تقع بين الفينة و الأخرى جرائم غريبة ، تهز الرأي المجلي و معه الوطني ، و يبقى الجهاز الأمني العنصر الأساسي في الكشف عنها و عن تفاصيلها ، و من بين أغربها اخترت لكم ملف جريمة كلها اثارة و مغامرة …

تظل الجريمة عنصراً لصيقاً بحياة المجتمع، فهي جزء من معادلة الخير والشر التي لازمت الإنسان منذ بدء الخليقة، والإنسان في سعيه الدءوب لمكافحة الجريمة حاول تشريح السلوك الإجرامي، فاهتم بالجريمة باعتبارها فعلاً يؤدي إلى الإخلال بالنظم والقوانين المرعية، كما اهتم بالإجرام كعلم له أصوله التي تبحث في المسببات والدوافع..الخ، والجريمة النسائية مثل أي سلوك إجرامي هي خروج عن النظم والقوانين المرعية، ومثلما قد يقع الرجل في ارتكاب الجريمة كذلك تفعل المرأة.. لكن جرائم المرأة قد يشوبها بعض الغموض الذي يرفع علامات الاستفهام حولها، فهل هي نفس الجرائم التي يرتكبها الرجل، وهل المرأة مهيأة نفسياً وجسدياً وعاطفياً لارتكاب السلوك الإجرامي، وكيف يجد هذا المخلوق الرقيق نفسه وقد سلك سبل الجريمة رغم ما تمتلكه الأنثى من عواطف تلازمها ملازمة الغريزة للنفس؟.

فريدة إحدى الفتيات القاصرات وقعت ضحية أحد مروجي المخدرات الذي سلبها عذريتها، ودفعها مع مرور الأيام إلى ممارسة السرقة بعدما تمكن من فرملة قطار حياتها التعليمي ليحملها على عربة الأحلام الوهمية.

فريدة ، تلك الفتاة التي كان الكل داخل أسرتها يداعبها لصغر سنها ونبل أخلاقها ، كانت مداومة على دراستها ولا يشغل بالها عن ذلك شيء خصوصا وأنها غادرت البادية من أجل إتمام دراستها بالمدينة ، فأسرتها ميسورة الحال توفر لها جميع متطلباتها ،الأم بدورها كانت ترعاها برفق وحنان ، تخاف عليها من أي شيء ، ولهذا فهي لم تجرؤ يوما أن تتحدث أمامها عن النساء وعلاقتهن مع الرجال حين تتبادل أطراف الحديث مع صديقاتها ، لان ذلك ما يزال الوقت مبكرا عنه وإشراكها في أحاديث لا تفقه فيها شيئا قد تكون لها عواقب سلبية على مسارها التعليمي خصوصا وأنها في مرحلة عمرية صعبة مرحلة بدأت تبرز فيها معالم أنوثتها ومحاسنها وجمال جسدها الفتي ، وبالمقابل وأمام الاهتمام المتزايد بها والفراغ الذي كان يعيشه قلبها وعقلها وهي في هذه السن بعيدة عن منزل أسرتها جعلها تبحث عن ونيس ينمي إحساسها بالحب والغيرة ومداعبتها بكلمات اللطف والغزل ، مع هذا الفراغ والبحث عن اكتشاف الجنس الذكوري ، كان هناك من يراقب تحركاتها ممن يتمنون أن تقع مثيلاتها في مصيدتهم ، لذلك كان أحمد يقف دوما في طريقها ليعاكسها ويسمعها من كلمات العشق والغزل مايجعلها ترق له ، لقد كانت عيناه كفمه ، ترميان سهام الصيد في قلب فريدة التي سرعان ما سقطت في شراك شباكه ، حيث أعجبت بكونها أصبحت محط اهتمام ولفت انتباه للشباب ، وبما أنها كانت في بداية مشوارها مع العشق والغرام ، سرعان ما رق قلبها ليسقط ضحية في حب أحمد الذي يكبرها سنا حيث لانت مشاعرها ومال قلبها بعدما ذاب في حبه وانصاع عقلها كليا لكل كلماته الحميمة تلك .

أحمد الشاب العاطل، الذي كان يتاجر في المخدرات له دراية واسعة في الإيقاع بالنسوة والتلاعب بأجسادهن ومشاعرهن بعدما يوهمهن بالزواج والعيش السعيد… إلى أن ينال مراده ثم يتنكر لهن في آخر المطاف ليواجهن مصيرا قاسيا في حياتهن نتيجة أفعاله الإجرامية ، هكذا سقطت فريدة الفتاة القاصر هي الأخرى ضحية له ، حيث تمكن من إقناعها برغبته القوية في الزواج منها ، وأنها أصبحت هي كل شيء في حياته التي لا ولن تستقيم إلا بتواجدها معه تحت سقف واحد ، فهي الهواء الذي يستنشقه والآمال الذي كان ينتظره … ومن كثرة الكلام المعسول والوعود البراقة ، توقف تفكير فريدة عن الاشتغال ، لقد صار أحمد هو قلبها النابض وعقلها الذي تفكر به ، تفعل كل ما يطلبه منها بدون تردد ، لدرجة أنه اختلى بها لوحدها داخل أحد البيوت بالمدينة  ، دون أن تعترض على طلبه الذي كان ينوي من ورائه مقاصد أخرى ، وبالفعل لقد نال احمد مراده بعدما افتض بكارتها  ليحصل بذلك على نشوته المفقودة في وقت  لم تبد فيه فريدة أية مقاومة أو تشعر بالندم أو الخوف اثر فقدانها لعذريتها بتلك الطريقة ، بل كان العكس هو الذي حصل حيث شعرت بالسعادة وهدوء البال مادام أن الفاعل سيصبح زوجها ، وهو ما كانت تطمح إليه لتتحول بذلك من فتاة قاصر إلى سيدة بيت لها زوج تعشقه حد الموت وبيت تهتم بأموره الداخلية .

ازدادت فريدة مع الأيام تشبثا بأحمد لدرجة لم تعد معها تقوى على مفارقته ولو لساعة واحدة ، لقد جعلها ترى الحياة بشكل أخر مغاير تماما لما تعلمته في البادية ، كونها بدأت ترافقه إلى المقاهي وقاعات السينما لمشاهدة الأفلام الهندية … تلك بالفعل حياة أخرى تعيشها فريدة بعيدة عن والديها الذين لم يتأخرا في توفير كل متطلباتها ، والسماح لها بالذهاب إلى المدينة قصد متابعة دراستها ، حيث كان همهم إسعادها ماداما على قيد الحياة ، لكن كما يقال ” تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ” لأن فريدة كانت تسبح وسط بحر أحلام وردية لن تتأخر أمواجه الهادئة في الانتفاضة وتحطيم مركب أحلامها ذلك .

وجدها أحمد فرصة ذهبية لكسب المال على حسابها كونه بدأ يتظاهر بالإفلاس ، وان صاحب المحل يطالبه بتسديد ديون الكراء المتراكمة و…و … وفي كل مرة كانت فريدة تجد في قوله تحطيما لأحلامها و تشويشا على سعادتها مع حبيبها وفارس أحلامها ، لذلك فهي لم تتردد في مده بما يحتاجه من نقود حتى تستمر علاقتها به ، وهكذا كان أحمد يخترع في كل مرة حكاية يكون القصد منها هو استغلالها وتسخيرها قدر الإمكان لتحقيق أغراضه المادية خصوصا وانه أصبح يعلم مدى حبها له وارتباطها به ، لذلك اختار أسلوب التلكؤ في مصاحبتها إلى المدينة والتهرب بين الفينة والأخرى من اللقاء بها الأمر الذي كان يشعل نار الحب في فؤادها ، ويزرع الشكوك في نفسها خوفا من فقدانه ، لم يهدأ لها بال ولم يستقر لها حال إلا حين تمكنت من الاتصال به حيث كان جوابه عن استفساراتها مقتضبا في جملة مفيدة واضحة وضوح الشمس في عز النهار ” أنا ما خدامش

أما عندي فلوس باش نمشيو للمدينة ” وبما أن حبه قد ملك جميع كيانها  لدرجة أنه أعماها عن النظر إلى ما يدور حولها أجابته وبدون تفكير أو تأخر ” مصاريفنا أنا قادرة عليها ، غير بقى معايا ” كلمات تقبلها أحمد بكل فرح وسرور رغم أنه يعلم أنها لا تشتغل وأن كل المال الذي كانت تحصل عليه هو من عند أسرتها إلا أنه سينجح في تنفيذ مخططاته الإجرامية بواسطتها ، حيث سرعان ما بدأ يرسم في كل مرة خطة لسرقة المال من عائلتها ، خطة تقوم فريدة بتنفيذها بكل دقة وإخلاص . ومع توالي الأيام كثرت عمليات السرقة ، حيث اكتشفت العائلة أن مبالغ مالية مهمة اختفت من البيت بل هناك من قام بسرقتها بدون شك ؟ هكذا تساءلت العائلة التي لاحظت تغييرا كبيرا على تصرفات فريدة كونها أصبحت لا تحب المكوث معهم كثيرا كما كانت من قبل ، فسفرها للمدينة باستمرار وبشكل لافت للنظر جعل الجميع يشك في أمرها ، وحتى تتأكد شكوكهم قرروا وضع كمين لها عند عودتها إلى المنزل .

ذات يوم مشمس طلب أحمد من فريدة جلب المزيد من المال، أخبرته وقتها أن الدولاب الذي كانت تأخذ منه الأموال لم تعد به سوى حقيبة مالية مغلقة يصعب المجازفة بسرقتها… هذا المبرر لم يكن كافيا لعدول أحمد عن طلبه ، حيث أصر على تطبيق مخططه مستعملا كل ما يملك من كلمات وعبارات وحركات ذكية كانت تلامس هشاشة أحاسيسها إلى أن أقنعها بسرقة المحفظة وأخذ ما تحتوي عليه من مال ثم حرقها بعد ذلك . لم تجد فريدة أمامها من خيار آخر غير التنفيذ وإسعاد فارس أحلامها بكل ما يطلب ، وما هي إلا فترة زمنية حتى وجدت نفسها وسط عائلتها ، غير أن حظها كان سيئا ذلك اليوم ، إذ وبمجرد ما وضعت يدها على الحقيبة حتى حاصرها أفراد الأسرة من كل جانب لينكشف أمرها وهي تسرق من الدولاب

شعرت الأم بخيبة أملها في فلذة كبدها التي لم تكن تتخيل يوما أنها ستمد يدها لسرقة أهلها ، ليست تلك من خصال العائلة ، لم تستسغ الأم الأمر كونها لم تجد سببا يدفع بابنتها إلى السرقة ، وهي التي لا ترفض لها طلب ، راود الشك الأم كثيرا ، فتقدمت إلى ابنتها تؤنبها على فعلتها المفضوحة مستفسرة عن الدوافع إلى ذلك ، و أمام سيل من الاستفسارات لم تجد فريدة بدا من الاعتراف بكل ما وقع لها وعن علاقتها بأحمد الأمر الذي زاد من صدمة العائلة ، شيء لا يصدق بنت قاصر افتضت بكارتها و تحولت إلى سارقة لبيت أهلها بامتياز! الأمر لا يحتاج إلى تفكير أو صبر بل على الفور تقدمت العائلة بشكاية إلى الضابطة القضائية مفادها اغتصاب ابنتهم القاصر مع افتضاض بكارتها وبناء عليه فتحت الضابطة القضائية محضرا قانونيا في النازلة تم على إثره اعتقال أحمد الذي حاول جاهدا إنكار كل شيء غير أن مواجهته بفريدة جعلته يعترف في النهاية بكل التفاصيل ، و بعد الاستماع لجميع الإطراف واكتمال البحث أغلق المحضر وتم تقديم المتهم أمام محكمة الاستئناف لأجل محاكمته بعدما تمت متابعته بتهمة هتك عرض قاصر و التحريض على السرقة …

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!