حوادث المرور أصبحت هاجس يؤرق الجميعمن خلال ارتفاع معدلاتها التي أصبحت تزيد من المخاوف وتدق ناقوس الخطر ولاشك أنه توجد عوامل كثيرة تلعب دوراً كبيرا في ارتفاع نسبة هذه الحوادثومن بين هذه العوامل نجد طبيعة الطرقات السيئة أو السرعة الزائدة والتي تصل إلى حد الاستهتار من طرف السائق أو عدمجاهزية السيارة أو نقص في إشارات المرور واللوحات الفوسفورية التي تحدد ملامح الطريق ويبقىالعامل الأهم هو الوعي واكتساب ثقافة احترام قواعد المرور التي تفتقر له الغالبية, جميع هذه الأمور تتضافرلتعطي نتيجة واحدة وهي وقوع حوادث مؤسفة تزهق من خلالها أرواح كثيرة أو تسجل بسببها حالات عجز دائمةأو شبه دائمة, الأمر الذي يتطلب منا الوقوف عندها والقيامبإجراءات كثيرة يمكن أن تساهم في الحد من الأرقام التي نقرؤها كل عام عن أعدادالوفيات بسبب حوادث السير . ——————
ماجعلنا نتحدث في هذا الإطار هو ما عرفته الفترة الأخيرة و التي تميزت بارتفاع عدد ضحايا حوادث السير سواء داخل المدار الحضري أو عبر الطرقات الرئيسية التي تربط بين مدن المملكة ومدينة سيدي بنور إحدى هذه المدن التي شهدت في الآونة الأخيرة حوادث سير مؤلمة حيث خلفت وراءها عدة ضحايا ، خصوصا على مستوى الطريق الرئيسية رقم 7 الرابطة بين سيدي بنور وزاوية سيدي إسماعيل تحديدا المسافة الممتدة على حوالي 12 كلم شمالا في اتجاه المركز الفلاحي ” الكدية ” دوار الطويلعات نفس الشيء نسجله على مستوى الطريق الرئيسية الرابطة بين سيدي بنور وأولاد عمران على امتداد 34 كلم . فالأولى شهدت حوادث سير مؤلمة نتيجة الحالة المتردية التي توجد عليها والتي اشرنا إليها في أكثر من مناسبة غير أن كل تلك الإشارات لم تجد آذانا صاغية من طرف الجهات المسؤولة قصد التدخل والقيام بالإصلاحات الضرورية عوض الترقيع الذي لا يفيد في شيء ، لتبقى اللائحة طويلة للحوادث التي تسببت فيها هذه الطريق المعروفة بسوء بنيتها التحتية وتآكل جنباتها وانتشار الحفر بها وكثرة العيوب والتصدعات بها وذلك بالرغم من سياسة الترقيع التي تنهجها الجهات المسؤولة بين الفينة والأخرى بهذا الجزء من الطريق ، واقع مأساوي يعجز القلم وحتى الصورة عن عكسه أو وصفه وتقريبه إلى مخيلة القارئ ، والغريب انه لم تمض مدة طويلة على عملية التعبيد التي همت هذه الطريق مما يوضح الغياب التام للمراقبة الفعلية من طرف الجهات المعنية بما فيها مصالح الأشغال العمومية وكذا في غياب مراقبة صارمة للسلطات المحلية والإقليمية . إن هشاشة البنية التحتية لهذه الطريق أصبحت تهدد سلامة مستعمليها إذ تنذر بحوادث سير قد تودي بحياة أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم سلكوا هذا الطريق لسبب أو لآخر وتزداد الأوضاع خطورة عند تساقط الأمطار وحين يخيم الضباب على المنطقة ونفس الشيء عند حلول الصيف حيث تكثر حركة المرور والسير على هذه الطريق في اتجاه شواطئ الجديدة وهو ما ولد ويولد السخط الدائم لذا كل مستعمليها ناهيك عن غياب إشارات أو لوحات فوسفورية تحذر من خطورتها وحالتها التي لا تسر أحد . أما على مستوى الطريق الثانية الرابطة بين أولاد عمران وسيدي بنور وعلى امتداد حوالي 34 كلم فهي الأخرى وان خضعت مؤخرا لبعض الترميمات فإنها لا زالت دون المستوى المطلوب حيث تتميز بمنعرجات خطيرة وضيق على مستوى القناطر بالإضافة إلى غياب إشارات المرور واللوحات الفوسفورية التي تساعد السائق على تفادي وقوع الحادث وذلك باتخاذ الاحتياطات الضرورية ،هذا الوضع الكارثي جعلها كابوسا وهاجسا حقيقيا لمستعملي الطريق ، وقد كان آخر حادث عرفته هذه الطريق خلال الأسبوع الأول من شهر يناير الجاري حين صدمت سيارة من ترانزيت راكب دراجة هوائية .
فعيوب الطرق تعد من ابرز العوامل التي تساهم في رفع نسبة حوادث السير في سيدي بنور وهذا ينطبق حتى على الطرق داخل المدار الحضري التي شهدت بدورها حوادث مؤلمة تسببت فيها العربات المجرورة وأخرى السرعة المفرطة وعدم احترام قانون السير كما تسببت حالة الطرق السيئة في وقوعها أيضا ، فإنشاء الطرق لا تواكبه عملية الصيانة والإصلاح من طرف المجلس البلدي مما جعلها اليوم لا تفي بالمطلوب حيث غزتها الحفر التي يزداد قطرها يوما عن يوم والتي ساهمت في وقوع الحوادث و إلحاق خسائر مادية بأصحاب السيارات كما أن الأشجار المغروسة بطريقة عشوائية وسط الشوارع ساهمت في حجب الرؤية الواضحة للطرق الرابطة بين الأحياء والشوارع لتتحول إلى مايشبه الشريان المسدود الذي يحتاج إلى عملية جراحية استعجالية من لدن المسؤولين على أوضاع المدينة . المواطن جبران وفي وصفه للطرق داخل المدار الحضري قال ” نأسف كثيرا للوضع الذي توجد عليه اليوم الطرق بالمدينة ، التصدع والحفر وتآكلها … علامات كلها تبرز مدى الإهمال والتلاعب بالصفقات والغش الذي طال بنيتها التحتية …!؟ ” إن عمليات التعبيد وإعادة التعبيد العشوائية والترقيعات التي تهم البنية التحتية للطرق بسيدي بنور تتم للأسف في غياب دراسات وتحليلات تقنية وجيولوجية حقيقية للأرضية المعدة للتعبيد من قبل المختبر المختص ودون سواها من العمليات والإجراءات التمهيدية اللازمة … كما أنها تتم في ظل غياب تتبع ومراقبة صارمة من طرف لجنة تقنية فعلية تحدث لهذا الغرض مما يجعل الطرق مهددة باستمرار بالتصدع والاعوجاج والتآكل… الشيء الذي يعيدها وفي ظرف وجيز إلى حالتها الكارثية لتصبح عنصرا مساهما في وقوع الحوادث . من جانبه فقد قال نجيب البالغ من العمر 36 سنة ” لو ذهبتم و اطلعتم على أحوال الطريق الرابطة بين أحد العونات وسيدي بنور على مدخل هذه الأخيرة لرأيتم أحد أسوأ الطرق بالمنطقة ، هذا عيب كبير ، طريق ضيق جدا متآكل الجوانب ، ما أن تتجنب حفرة حتى تسقط في أخرى ، لهذا تقع الحوادث وتزهق أرواح المواطنين ، فمن المسؤول ادن ؟ ” لم يكن من خيار أمامنا سوى الوقوف على تلك الطريق حيث وجدناها في حالة سيئة لا تحمل من الطريق سوى الاسم ، كثيرة الاعوجاج والحفر الكبيرة وقد زاد من سوئها ضيقها الذي يجعل منها بالفعل طريقا صعبا حيث لا يتجاوز عرضها المترين تقريبا الأمر الذي يتوجب معه وضع مستلزمات الوقاية من سياج ولوحات المرور الفوسفورية التي تحذر من خطورة ورداءة الطريق . عند عودتنا صادفنا في طريقنا أحد الأساتذة الذي أخبرنا كون السكان يستنكرون وبشدة الوضع الكارثي للطرق سواء تلك المتواجدة بالمدينة أو الرابطة بين هذه الأخيرة وأولاد عمران وكذا بزاوية سيدي إسماعيل ، لذلك فهم بصدد توقيع عريضة قد تضم مئات التوقيعات تنديدا واستنكارا لما يقع من حوادث بسبب رداءة وخطورة الطريق .
لا يمكن بأية حال من الأحوال تجاهل أو إغفال احتساب نسبة عيوب الطريق في وقوع الحوادث كما لا يمكن رمي اللوم على السائق لوحده أو حالة السيارة في وقوع الحوادث لذلك نجد بعض الدول المتحضرة إذا وقع حادث سير على طريق غير سريع فان رجل المرور إذا اعد التقرير أول شيء يعمله هو تدوين نسبة %25 من الأسباب على عيوب الطريق لان الطريق السريع مصمم أساسا لتفادي مخاطر الأخطاء التي يرتكبها السائق قدر الإمكان بمعنى أن هذا الحادث الذي وقع على طريق بمسار واحد من الممكن أن لا يقع على طريق سريع يخضع لمواصفات السلامة الطرقية . إذن هناك رقم حوادث مخيف.. . يجعلنا نطرح أكثر من علامة استفهام، ومثلما أن هناك مخالفات وسرعة زائدة واستهتار ولامبالاة، وقطع إشارات… هناك أيضا منعطفات وانحناءات وفتحات ومنافذ مخالفة لقواعد سلامة الطريق هناك إشارات توضع في غير مكانها من قبل البلدية وهناك عيوب كثيرة تتجلى في هشاشة الطريق وضيقها وتآكل جنباتها وانتشار كل أنواع و أشكال الحفر بها لتظل مدينة سيدي بنور المعطاءة بأمس الحاجة إلى من يخدمها من أبنائها الغيورين عليها وعلى تنميتها ويتجه الجهد نحو إصلاح الطرق وتركيب إشارات المرور … وكل ما من شأنه أن يساهم في أمن المواطنين وسلامتهم وأن يقيهم مآسي الطريق.
المصدر : http://www.doukkala24.com/?p=238