دكالة 24:
“الفساد يلتهم المدرسة العمومية ويعمّق أزمة الثقة بين نساء ورجال التعليم والإدارة”
مرة أخرى، تكشف المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بسيدي بنور عن وجهها الحقيقي في تدبير ملفات الموارد البشرية، من خلال إعلان مرتبك حول الفائض والخصاص، إعلان وُصف من قبل الفاعلين التربويين بـ”المهزلة” و”المسرحية الرديئة الإخراج”، لأنه أغفل عمداً نشر لوائح الفائض، فاتحاً الباب على مصراعيه أمام التلاعب في التكليفات وضرب مبدأ الشفافية والإنصاف عرض الحائط.
إن ما يحدث اليوم داخل هذه المديرية ليس مجرد أخطاء تقنية أو إدارية، بل هو نهج ممنهج يكرّس الزبونية والمحسوبية، ويضرب في العمق كل الإصلاحات الكبرى التي دعا إليها جلالة الملك، مستنزفاً المال والجهد العمومي، ومهدراً ثقة نساء ورجال التعليم في الإدارة الوصية.
تنقيلات “لأجل المصلحة” تحولت إلى عنوان للعبث الإداري:
نقل أستاذ من إعدادية الزيتونة إلى ثانوية 30 يوليوز رغم فائض في نفس المادة بالبلدية ، نقل أستاذة من اعدادية الزيتونة إلى إعدادية حمان الفطواكي بلا أي شرط قانوني أو حتى تةافقي ، و نقل أستاذ من أولاد عمران إلى ثانوية النصر دون وجه حق و نقل أستاذ من اعدادية رائدة ابن رشد الى ثانوية أولاد عمران . هذه أمثلة فقط من لائحة طويلة تفضح حجم الانحراف عن القانون وتكشف أن الوضع بات كارثياً و أن الادارة انخرطت في مساؤ يضرب في العمق الاصلاح و تكافؤ الفرص .
النقابة الوطنية للتعليم (ف.د.ش) التي انسحبت رفقة UGTM من الاجتماع المهزلة المنعقد يوم 2 شتنبر من الشهر الجاري أعلنت بوضوح أن شرارة الغضب ستنطلق الأسبوع المقبل، وأن المعركة هذه المرة ستكون لكشف كل المساطر الفاسدة والإجراءات الموجهة على المقاس، وأنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا العبث الذي يمس مئات الأطر التربوية ويعمّق أزمة الثقة في المنظومة التعليمية بالإقليم ( بنايات ، تجهيزات ، موارد بشرية ، تسليم المهام ، فضيحة مدير لمختار السوسي الاعداديو و يوسف بن تاشفين الاعدادية ، تعويضات مختصي الاقتصاد و الادارة و التربويين و الاجتماعيين و المتصرفين التربويين …)
تصريح نقابي يوضح و سخط في الأوساط التعليمية :
╔════════════════════════════════╗
“الوضع أصبح كارثياً ولا يطاق، ولن نقبل أن يتحول تدبير الموارد البشرية إلى غنيمة توزع بالمحاباة. سنفضح كل الخروقات أمام الرأي العام وسننزل إلى الشارع للدفاع عن كرامة نساء ورجال التعليم وحقهم في الشفافية والإنصاف.”
— مسؤول بالنقابة الوطنية للتعليم (ف.د.ش)
╚════════════════════════════════╝
وفي سياق متصل، عبّر عدد من الأساتذة على منصات التواصل الاجتماعي عن سخطهم العارم، معتبرين أن ما يجري “إهانة لكرامة رجال ونساء التعليم”، وأكدوا استعدادهم للانخراط في جميع الأشكال النضالية المزمع تنظيمها، بما فيها الوقفات الاحتجاجية والإضرابات التصعيدية، إذا لم تتراجع المديرية عن قراراتها المثيرة للجدل.
و يؤكد المسؤول النقابي ، أنه في ظل تقاعس الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين في القيام بأدوارها المنوطة بها ، و تملصها من العديد من الوعود ، و عدم تعاطيها الفعلي مع الأحداث التي عرفتها الثانوية الاعدادية المختار السوسي و الثانوية الاعدادية يوسف بن تاشفين …إنهم يحملون وزارة التربية الوطنية المسؤولية الكاملة عن هذا الوضع المختل، ويدعوها إلى التدخل الفوري والعاجل بإيفاد لجنة تفتيش مركزية محايدة، لفتح تحقيق شفاف ومحاسبة كل من ثبت تورطه في هذه الخروقات. فالمطلوب اليوم ليس مجرد ترقيع للأخطاء، بل تطهير شامل للإدارة وإعادة هيبة القانون، لأن مستقبل التعليم بالإقليم على المحك، وصمت الوزارة لن يزيد إلا في تأجيج الاحتقان وتصعيد الغضب.