رمضانيات دكالة 24 : أحداث ساخنة في شهر رمضان – 8 –

Ahmed Massili
تقافة و فنون
2 مايو 2020آخر تحديث : منذ 4 سنوات
رمضانيات دكالة 24 : أحداث ساخنة في شهر رمضان – 8 –

دكالة 24:

نبحر في هذه السلسلة طيلة  هذا الشهر المبارك من خلال تناولنا لبعض أبرز اللحظات التاريخية والمحطات النضالية والمعارك الحامية التي وقعت في مثل هذا الشهر المعظم من السنوات الماضية يوما بيوم حيث تثير هذه الاحداث شهية الفضول المعرفي للاطلاع على وقائع تاريخية حاسمة نظرا لتداخل العديد من الأحداث الإسلامية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية … لعبت فيها شخصيات بارزة دورا أساسيا ، أحداث شاءت الأقدار أن تحصل خلال شهر رمضان .

وقد اعتمدنا في ذلك على مجموعة من المراجع والوثائق والمصادر…  وكل رمضان وأنتم بخير… 

  إعداد:   أحمد مسيلي

اليوم الثامن من رمضان

في مثل هذا اليوم من شهر رمضان 164 ه  الموافق للتاسع والعشرين من شهر أبريل للعام الميلادي 684، عاد جيش المسلمين إلى قرطبة ظافراً، بعد انتصاره على جيش شارلمان، قاد جيش المسلمين صقر قريش عبد الرحمن الداخل الأمير الأموي الذي أقام دولة الأندلس الإسلامية. وكان قد نمى إلى علمه أن شارلمان يُعدّ رجاله للقتال، بنيّة القضاء على الخلافة الإسلامية، أستعد الفرنجة وعبر بهم شارلمان الجبال ليُباغت المسلمين، لكن وعورة الطريق وخطورة الجبال أوقعت المئات من رجاله. وعند منعطف ظاهر قرطبة إلتقى بجيش المسلمين الذين أجبروهم على الرجوع من حيث أتوا.

في الثامن رمضان 1365 ه / 1946 م أسس المناضل الجزائري فرحات عباس حزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري تحت شعار ” نعم للاستقلال نعم للارتباط بفرنسا في شكل جمهورية جزائرية مستقلة ذاتية ” .

و هو ما سبب خلافا بينه و بين مسار الحاج الذي نصحه بقوله ” إن فرنسا لن تعطيك شيئا، وهي لن ترضخ إلا للقوة ولن تعطي إلا ما تستطيع الثورة انتزاعه منها “. واستغلت فرنسا قيام بعض المظاهرات في عدد من المدن الجزائرية لترتكب مذبحة رهيبة سقط فيها 45 ألف شهيد جزائري وكان ذلك تحولا في كفاح الجزائريين من أجل الحرية والاستقلال ، اد أدركوا أنه لا سبيل لتحقيق أهدافهم سوى العمل المسلح والثورة الشاملة فانطلق الجهد إلى جمع الأسلحة وإعداد الخلايا السرية الثورية حتى يحين الوقت المناسب لتفجير الصراع المسلح ، وارتفع عدد القوات الفرنسية في الجزائر بعد ثلاثة شهور من الثورة إلى 80 ألف فامتد لهيب الثورة إلى كل أنحاء الجزائر ، حيث أصبحت ولاية الجزائر ولاية للكفاح والجهاد خلقت على إثرها القوات الفرنسية عزلة بين الفرنسيين والقوى الوطنية .

وفي مثل هذا اليوم لسنة 1376 ه / 1957 م قرر قادة دول حلف الشمال الأطلسي ” الناطو ” نصب صواريخ نووية عابرة للقارات في أوربا لمواجهة الخطر الشيوعي وذلك في بقاء استمرار الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي سابقا ، وقد تم استعمال الحرب الباردة لأول مرة بشكل رسمي في وثيقة مجلس الأمن القومي الأمريكي عام 1950 م قبل اندلاع الحرب الكورية بقليل . وجاء في هذه الوثيقة أن الحرب الباردة في الواقع هي حرب حقيقية حيث يتعرض الخطر بقاء العالم الحر أمام تهديد الاتحاد السوفياتي وربما يعتبر قيام مثل هذه الحرب المحتملة في أوربا أمرا يبعث على الارتياح والسرور إلى الولايات المتحدة الأمريكية ذلك أن التاريخ القريب أتبت إن أمريكا استطاعت من خلال هذا الطريق في أعقاب الحربين الأولى والثانية أن تطرح نفسها كقوة منتصرة عظمى على مسرح السياسة العالمية .

قرر مجلس الأمن الدولي في مثل هذا اليوم من عام 1385 ه / 1966 م فرض عقوبة إلزامية على زمبابوي نتيجة الفصل العنصري ، وكانت زمبابوي تملك شبكة متميزة بالخطوط الحديدية والطرقات الجيدة ، فمدنها كانت متحضرة ونظيفة وتزرع فيها أصناف متعددة من الثمار ، أما المعادن الخام فمن كل الأنواع ، فهناك الذهب والكروم والبلاتين ومناجم غنية بالفحم الحجري .

ساعد في بناء سد زمبيزي إنشاء بحيرة كريدة لتأمين الكهرباء للشمال والجنوب ، لكن هذه الأشياء أعطيت للأقلية البيضاء وليس للأفارقة ، وعندما قام هؤلاء بثورتهم وجدوا بين أيديهم كفاءات غير متوفرة في أي مكان آخر بإفريقيا ولا حتى في إفريقيا الجنوبية التي كانت غارقة في الفقر والصراعات ، والمنطقة المعروفة اليوم بزمبابوي كانت مأهولة يوم وصلتها أقلية بيضاء قدرت بحوالي 250 ألف يعيشون في أكواخ ملفوفة بالقصب .

الثمن من رمضان لعام 1390ه / 1970 م أقصى الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة رئيس وزرائه الباهي الادغم من منصبه أثناء تواجده بالأردن للمصالحة بين الأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية بتكليف من جامعة الدول العربية ، شارك الباهي الادغم في وقف إطلاق النار خلال تلك الأحداث مؤكدا في الوقت ذاته بأنه كعربي مقتنع بأن النتيجة للاتفاق هي ايجابية والمصير الفعلي سيكون أفضل من الماضي والحاضر مطالبا بإرجاع الطمأنينة والثقة إلى القلوب ووصف الباهي الأدغم قرار وقف إطلاق النار بأنه جاء استجابة إلى صرخة الضمائر العربية وعوائل كل فرد من أفراد الأمة العربية والتي تجسمت في القرار الذي اتخذه الملوك والرؤساء المجتمعون في القاهرة في ذلك العام لوقف نزيف الدم العربي ، وقد عرف عن الباهي الأدغم بمسار تقوية علاقته بأفراد إسرائيلية مختلفة بما في ذلك حكومات إسرائيلية متعاقبة التي بدأت بشكل مبكر عام 1952 م من خلال لقاء الباهي في نيويورك بممثل إسرائيل في الأمم المتحدة آنذاك .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!