رمضانيات دكالة 24 : أحداث ساخنة في شهر رمضان – 24 –

Ahmed Massili
تقافة و فنون
18 مايو 2020آخر تحديث : منذ 4 سنوات
رمضانيات دكالة 24 : أحداث ساخنة في شهر رمضان – 24 –

دكالة 24:

نبحر في هذه السلسلة طيلة  هذا الشهر المبارك من خلال تناولنا لبعض أبرز اللحظات التاريخية والمحطات النضالية والمعارك الحامية التي وقعت في مثل هذا الشهر المعظم من السنوات الماضية يوما بيوم حيث تثير هذه الاحداث شهية الفضول المعرفي للاطلاع على وقائع تاريخية حاسمة نظرا لتداخل العديد من الأحداث الإسلامية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية … لعبت فيها شخصيات بارزة دورا أساسيا ، أحداث شاءت الأقدار أن تحصل خلال شهر رمضان .

وقد اعتمدنا في ذلك على مجموعة من المراجع والوثائق والمصادر…  وكل رمضان وأنتم بخير… 

  إعداد:   أحمد مسيلي

اليوم الرابع والعشرون من رمضان

في مثل هذا اليوم من شهر رمضان 808 ه / 1406 م رحل العلاّمة الكبير ابن خلدون. ولد ونشأ ابن خلدون في تونس، ودرس الأدب على أبيه ، بعد تعلمه قصد مراكش واتصل بسلطانها أبي عنان المر يني فأصبح أمينا لسره سنة 1356ه ، سافر إلى غرناطة حيث عاش مدة في بلاط ملكها ابن الأحمر ووزيره لسان الدين بن الخطيب. وفي عام 1365 عاد إلى بجاية حيث تولى رئاسة الوزارة. وحين قتل الأمير في حربه ضد ابن عمه فاوض ابن خلدون الغازي لتسليمه المدينة لقاء احتفاظه بالوزارة فكان له ذلك، وصل إلى القاهرة وكانت شهرته قد سبقته فشرع يدرس في الأزهر ثم عين أستاذا للفقه المالكي ثم قاضيا للمذهب ولكن تشدده أثار الناس عليه فعزل. حج الأماكن المقدسة ثم عاد إلى تولي القضاء ولكنه عزل وفي عام 1400 رافق الحملة المصرية لمحاربة تيمورلنك في الشام، واتصل بالغازي الذي أعجب بعلمه ودهائه في مفاوضته بشأن الصلح. وبعد أن أقام ضيفا عليه 35 يوما عاد إلى مصر وتولى القضاء المالكي عام 1401. لم يعرف التاريخ السياسي العربي رجلا ملئت حياته بالحوادث مثل ابن خلدون حتى ليمكننا القول أن أبرز صفاته هي: التقلب، الدهاء وحب الظهور، الثقة بالنفس، الذكاء، حب العمل والمغامرات السياسية.

قام في مثل هذا اليوم من رمضان 1363 ه / 1944 م  الجيش البريطاني بتحرير العاصمة البلجيكية بروكسيل من الاحتلال الألماني ، وقد تكونت حكومة بلجيكا  بعد التحرير من حكومة ائتلافية من الأحزاب السياسية الرئيسية تحت إشراف الأمير تشارل الوصي على العرش ، بدأ تاريخ بلجيكا منذ إعلان استقلالها عام 1830 م قبل ذلك كانت الدولة جزءا من الأراضي المنخفضة وقد باركت الدول الأوربية الكبرى استقلال ووحدة الأراضي البلجيكية عام 1839 م حيث شهدت البلاد منذ الاستقلال وحتى اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914 م نهضة اقتصادية احتلها الألمان في الحرب العالمية الأولى وبقيت تحت سيطرتهم حتى عام 1918 م وآلت ملكية أراضي ذات أغلبية ألمانية إلى بلجيكا بعد انتهاء الحرب وخسارة ألمانيا فيها ، كمعظم دول أوربا في هذه الحقبة ، حقق اليمينيين عام 1936 م انتصارات في الانتخابات البرلمانية  واحتلت ألمانيا بلجيكا عام 1940م في أعقاب بداية الحرب العالمية الثانية وظلت تحت سيطرتها لحين تحريرها عام 1944 م من قبل البريطانيين ، واعتبر الملك ليونارد الثالث الذي حكم بين عامي 1934 / 1944 م متعاونا مع النازيين إبان الحرب ، وأجبر في العام نفسه على التنحي لصالح أخيه تشارل  غير أن الشعب البلجيكي أعاد تنصيبه ملكا عام 1950 م لكنه تنازل عن الحكم عام 1951 م أول مرة لصالح ابنه ادوارد الأول .

قدم وزير الخارجية الياباني يوم 24 رمضان 1364 ه / 1945 م وثيقة استسلام بلاده في الحرب العالمية الثانية إلى الجنرال ماك ارتر وذلك على ظهر البارجة الأمريكية العملاقة  ” نزري ” كانت اليابان قد شنت حربها على الصين واستمرت حتى عام 1945 م ولم تستسلم إلا بعد إلقاء القنبلتين الذريتين على هيروشيما وناكازاكي وفي 8 من ماي 1945 م أعلن الرئيس الأمريكي بعد هزيمة ألمانيا بأن علم الحرية يرفرف في أوربا لكن الشرق لازال يرضخ تحت سيطرة الجيش الياباني حيث تم التصريح يوم 9 ماي 1945 م أن اليابان لن تتخلى عن أهدافها الحربية ، وجاء ذلك بالرغم أنها وقت إذ شعرت بكونها وحيدة دون دول الحلفاء ، وقد أكد الرئيس الأمريكي روزفلت و رئيس  الوزراء البريطاني تشرشل عن استعداد الاتحاد السوفياتي للدخول في حرب المحيط الهادي بعد هزيمة ألمانيا وفكه لميثاق الحياد مع اليابان . وفي ماي من عام 1945 م  شهد سكان العاصمة اليابانية اكبر قصف جوي حتى ذلك الحين ، حيث لقي زهاء مئة ألف شخص تقريبا من سكان العاصمة حذفهم جراء ذلك وتشرد أكثر من ثلاثة ملايين نسمة ونصف المليون نسمة كما ذمرت تلك المدينة ، ولقد تم تدمير المدن الأخرى بغض النظر إن كانت فيها صناعات حربية أم لا وبالتالي فقد أدى إلى إلقاء قنبلتين يدويتين على مدينتي ناكازاكي وهيروشيما إلى استسلام اليابان خلال الحرب العالمية الثانية وكان الهدف من استخدام هذه القنابل تحطيم إرادة اليابان من الاستمرار في الحرب للحد من الخسائر البشرية في صفوف الجيش الأمريكي .

نجح في مثل هذا اليوم من رمضان 1379 ه / 1959 م فيديل كاسترو في الوصول إلى السلطة في كوبا ، بمشاركة رفيقه تشيكيفارا ، والإطاحة بحكم الرئيس باكيستا ، وعندما سيطر الثوار على سييرا لم يستطع قادة  جيش باكستا من الصعود إلى تلك المنطقة في الوقت الذي رفض فيه الرئيس الاتصال بكاسترو ورفاقه حيث كان الهدف هو تتيه عن الحرب بين جيشه والثوار ن وبعد فشل هذه المحاولة من أجل إنهاء الثورة قرر العودة إلى الخيار العسكري وجهز جيشا من اجل السيطرة على المناطق التي كانت تحت حكم الجيش الثائر ن وقد تنبه فيديل كاسترو لهذا الأمر ، فقام بتنظيم الثوار من أجل القيام بالاضطرابات لإنهاء نظام باكيستا ، واستطاع كاسترو أن يضم معظم الأحزاب إلى جانبه في المعركة حيث بدت المراحل النهائية للثورة الكوبية نتيجة الهزائم التي لحقت بجيش باكيستا فلم يبقى في أيدي قادة جيشه سوى ثكنة عسكرية واحدة والتي سقطت بعد ذلك وسقط معها نظام باكستا الذي فر إلى خارج كوبا ، وأمر كاسترو بالزحف نحو هافانا للسيطرة عليها

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!