في رحاب تاريخ بلاد دكالة الحلقة 24

doukkala24
تقافة و فنون
7 مايو 2021آخر تحديث : منذ 3 سنوات
في رحاب تاريخ بلاد دكالة الحلقة 24

دكالة 24:

استطاع البرتغال في شبه رد فعل له عن الفتوحات الإسلامية ، أن يقوم بحملات مستمرة قصد احتلال بعض شواطئ المغرب ومدنه الساحلية ومن أبرزها منطقة دكالة ، مستغلا في ذلك الأوضاع المنهارة التي كان يجتازها المغرب آنذاك ، غير أن صلابة وقوة أبناء المنطقة وشجاعة قبائلها وأعلامها من رجال التصوف والتربية الروحية … ودور الزوايا في التحريض على مواجهة المستعمر اضطر البرتغاليون إلى مغادرة المنطقة.

خلال هذه السلسلة سنفتح نافذة على أهم المراحل التي مرت بها منطقة دكالة وخاصة إبان الاحتلال البرتغالي وكيفية التصدي له من طرف القبائل والمدن والقرى  وأعلام  المنطقة … حتى إجلائه عنها مستعينين في ذلك بالعديد من المراجع والمصادر.

—– إعداد: أحمد مسيلي —— الحلقة 24

الحركة السلفية بالمغرب كانت أكثر من حركة دينية بل حركة فكرية أيضا طبعت الفكر المغربي عند القادة الأوائل الدين قامت على نضالهم الحركة الوطنية ذلك أنها كانت تدعو أيضا إلى إصلاح التعليم عن طريق إحياء علم الحديث ونشره على نطاق واسع لما كان فيه من رسوخ القدم وقوة العارضة والمشاركة التامة ” أن الشيخ أبا شعيب الدكالي اجتمع مع مقيم فرنسا بالمغرب المارشال اليوطي على مائدة ضمت أصنافا من الأطعمة الفاخرة … في هذه الأثناء التفت المقيم الفرنسي إلى الشيخ قائلا: أمثال هذه المأكولات والأطعمة لم تبق في الجزائر. أجابه الشيخ في صراحة : إذا ما بقيتم هنا فستصبح حالتنا كالجزائر الشقيقة ” حسب ما جاء في سلسلة شخصيات مغربية للأستاذ عبد الله الجراري ، مما يؤكد موقف هذا الشيخ المؤمن بدينه ووطنيته ، كرس حياته على دراسة الكتاب والسنة ، ولعل أقل ما يمكن أن يقال عن الحركة السلفية أنها امتصت يأس هزيمة المقاومة في الأطلس والريف فأعادت الوعي والثقة لدى الشعب وأعطت روح استمرارية الكفاح الذي قامت به مختلف طبقات الشعب بتأطير من الحركة الوطنية . وكدليل على ما كان يحظى به الشيخ من مكانة مرموقة وتقدير عظيم أن شرفه السلطان محمد الخامس بعيادته في مرضه وما فتئ يسأل عن صحته كما انعم عليه بالوسام العلوي من درجة ضابط كبير وقد فارق الحياة  رحمه الله ليلة يوم السبت ثاني جمادى الأولى عام 1356 ه موافق 17 يونيو 1937 م وشيعت جنازته في حفل رهيب حضره العلماء والإشراف والوزراء إلى مرقده الأخير بالضريح الملكي بالرباط وقد رثاه الشاعر أبو عبد الله الشريف محمد البلغيتي الفاسي بقصيدة مطلعها :

مت والأرض لم تمل متواكا                                 ليتني كنت يا شعيب فداكا

مت يا حافظ الشريعة فالذي                                 ن يبكي ويبدين حجاك

مت حاشاك ما قضيت ولكن                                  مات من لم يجد لديك عزاكا

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!