دكالة 24: أحمد مسيلي
يبدو أن محترفي التسول بإقليم سيدي بنور قد تأقلموا مع الوضع الذي تعيشه البلاد هذه الايام من زمن كورونا ، بل ابدعوا في طرق التسول و لم يعد يهمهم سلامة و صحة الساكنة ، وكانه لا يعنيهم الحظر الصحي ، اساليب تظهر مدى الاحترافية في التسول و كيفية تحصيل مبالغ مالية قد تكون فوق المتصور أحيانا …
بإقليم سيدي بنور ، و كسائر أقاليم المملكة لا تخلو شوارعه نهارا من المتسولين ، فهناك من يطرق ابواب المنازل بيتا بيتا متنقلا بينها بما يحمله من أعراض تجده لا ينفك حتى يفتح له الباب و الرد عليه و منحه ما يطلبه ، و هناك من غير مكانه في هذه الظرفية و لازم مكانا بقرب أبواب المتاجر و المحلات و المخبزات و الوكالات البنكية … و منهم من جعل التجوال بين فاعلين جمعويين و سلطة محلية و منتخبين سبيلا لقضاء حاجته …
تعددت الأساليب المبتكرة في زمن كورونا لهذه الفئة التي تندر بخطر انتشار الوباء ، و اضحت تزعج المواطنات و المواطنين ليس بالشارع فقط بل بعقر منازلهم ، أحد الفاعلين الجمعويين و في تعليق له مسجل بالفيديو ندد بهذه الظاهرة التي تخدش الاخلاق و تناقض التعليمات و التوجيهات المتخذة في هذه الظرفية بالذات ، مبرزا ان هؤلاء اصبح التسول حرفة لهم و بالتالي وجب محاربتهم ، داعيا في الوقت نفسه من الجهات المعنية من سلطات اقليمية و أمنية و غيرها منع هؤلاء من التجوال بحرية حتى يسلم الناس في صحتهم …
جريدة دكالة 24 و أمام تصاعد قلق الساكنة من ظاهرة التسول التي تفشت بشكل مخيف بالإقليم ، تحركت و تجولت في مناطق عدة خصوصا بمدينة سيدي بنور و تبين فعلا ان هذه الشريحة لا تعبأ لما يعيشه المغرب من ظروف استثنائية لمحاربة انتشار وباء كورونا المستجد ( كوفيد 19) ، أمام أحد المتاجر طلبت سيدة تضع على وجهها خمارا اسود من رجل ان يتصدق عليها ، و في الوقت الذي اخرج فيه من جيبه صدقة رفضتها مطالبة اياه باقتناء كيس من الطحين ، حينها تغير لون وجه الرجل و بدى عليه الازعاج حيث نظر اليها تم طأطأ رأسه و دخل المحل التجاري المعروف المتواجد بأرض الخير ، و في تسابق لحصد اكبر قدر من المؤونة التي تتم اعادة بيعها بما يذر عليهم مبالغ مالية مهمة ، السيدة المتسولة اقتربت منها جريدة دكالة 24 و استفسرتها عن السر في عدم قبول ” الصدقة المادية ” و بعد الحاح ردت قائلة ” آش غادي نقضي بدرهم أو جوج دراهم ، في هذه الوقت أطلب من المحسنين اقتناء بدون من الماء أو كيس طحين أو سكر … يكون ثمنه مزيان ” و عن سؤال آخر أجابت :” كنت اجمع في اليوم بين 200 و 300 درهم قبل هذا المرض الآن أبيع السلع التي أجمعها أو الصدقات فأجدها في المساء تقارب 400 درهم أو اكثر ..” و عن خرقها للحجر الصحي أفادت : ” الكل يعرفنا لا احد يكلمنا ، و في بعض الاحيان حين يتحرك الأمن لمواجهتنا نتجول بين الدروب و الاحياء …”
الحكومة المغربية و معها جمعيات المجتمع المدني و هيئات و منظمات خيرية و غيرها وضعت خطة تروم التآزر و التضامن مع الفئات الفقيرة و الهشة ، و رصدت لذلك أموالا طائلة و مساعدات جد جد مهمة لا لشيء سوى لتطبيق الحجر الصحي بالتزام البيوت و جعل الحياة المعيشية مستمرة بشكل عادي ، بل سخرت لذلك أناس متطوعين يحملون المساعدات حد البيوت و غيرها من التدابير و الاجراءات التي تندرج في اطار التكافل الاجتماعي … لكن كل ذلك لم يفلح على ما يبدو في الحد من نشاط هؤلاء المتسولين الذين يعد كل واحد منهم في اطار الاحتياط و الاحتراز مشكوك في حالته الصحية .
هناك قوانين صدرت بشكل استثنائي فرضتها الظرفية التي يمر منها المغرب شأنه في ذلك شان باقي الدول التي تسهر على صحة مواطنيها و سلامتهم ففرضت الحجر الصحي و وضعت مع هذا الاجراء حزمة من القوانين الردعية لمخالفيه ، و انطلاقا من حرصنا على سلامة بلدنا و أولادنا من كل مكروه فقد بات على كل الجهات المسؤولة تطبيق القانون ، فهؤلاء المتسولين هم خارقين له بكل المقاييس لان خروجهم للتجوال بين الاحياء و الشوارع و بين الناس دون احترام للإجراءات الوقائية غير مؤطر و غير مسموح به بتاتا ، كما أنه يدخل في العديد من الاحيان في خانة الابتزاز و النصب على المواطنات و المواطنين ، لقد حان الوقت أن تتحرك السلطات المحلية و عناصر الامن الوطني و عناصر الدرك الملكي و معها القوات المساعدة في مطاردة محترفي التسول و تقديمهم أمام العدالة لعدم امتثالهم لإجراءات الحجر الصحي و غياب استعمالهم للكمامات الواقية ناهيك عن عرقلتهم لتبضع بعض الزبناء من المحلات التجارية ، ان تنقل هؤلاء و بهذه الطريقة اذا نحن منه اليوم سالمين فقد يندر الغد بعكس ذلك ، و حتى نبقى في منأى عن المخاطر و نحافظ على سلامة و صحة الساكنة وجب حقا وضع حد لظاهرة التسول في هذا الظرف بالذات ، فهل من تحرك في هذا الاتجاه ام أن الامور ستظل على حالها ؟
المصدر : http://www.doukkala24.com/?p=1971